تعتبر مدينة قسنطينة الجزائرية أو سيرتا من أقدم المدن العالمية المتميزة بعراقتها فقد توالت عليها الكثير من الحضارات القديمة من الفنيقين، الرومانيين، الموحدين، العثمانيين، والاستعمار الفرنسي وغيرهم مما أكسيها طابعاَ متنوع ثقافيا، معماريا وجماليا، فهي تمزج بين الطبيعة الخلابة بسحر صخورها ذات المنظر الفريد وبين تاريخها القديم.
مدينة قسنطينة عرفت ب (مدينة الجسور المعلقة) لتعدد الجسور التي تربط ضواحي المدينة ببعضها وهي من أكثر المدن كثافة سكانية.
من أبرز ما يميز مدينة قسنطينة أنها بنيت على صخرة من الكلس القاسي، الذي منحها منظراً مميزاً منقطع النظير لا يوجد مثله في العالم حيث شيدت الجسور للوصل بين مناطق المدينة المختلفة، فهي الأن تحتوي على أكثر من 8 جسور بعضها تحطم بسبب الإهمال، وبعضها ما زال يتحدى الزمن.
انعكس وصول الإسلام للمنطقة على هذه المدينة الفريدة فزاد من صورتها الثقافية فانشر بناء الجوامع وكان آخرها وأبرزها مسجد الأمير عبد القادر، وهو من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 107 أمتار وارتفاع قبته 64 متراً.
ويبهرك منظر المسجد بهندسته المعمارية الرائعة، ويعد إحدى التحف الفنية في هذا العصر. وإنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسع المسجد لنحو 15 ألف مصل.
أشهر المناطق السياحية:
1. قصر أحمد باي
و هذا القصر هو من أجمل القصور المبنية هناك ، و يجسد القصر طبيعة العادات و التقاليد القديمة ، و قد بني القصر على آثار المدينة الرومانية سيرتا ، و يحيطه ثلاث حدائق كما أنه ملئ بعدد من الحيوانات الأليفة و الطيور النادرة ، كما أن مساحة القصر تقدر بحوالي 6500 متر مربع ، و قد تم بناؤه في عام 1835 ، تزين أروقة القصر بما يتعدى 250 عمود من الرخام و يتميز بالنقوش الإسلامية على جدرانه كما أنه يتألف من 121 غرفة، و قد أستغرق بناؤه 10 سنوات ، في منتصف القصر يوجد خزان ملئ بالأسماك الحمراء. عند زيارتك للقصر سوف تستمتع بالنقوش التي تزخرف جدران وعمدان القصر وتأسر فؤادك طبيعة حدائق القصر الجميلة المزينة بأندر أنواع الطيور والحيوانات.
2. مسجد الأمير عبد القادر
أكبر مسجد في مدينة الجسور المعلقة قاعة الصلاة تتسع لحوالي 15,000 مصلي، فقد تفنن المعماريون والمصممون في يناءه فسوف تشاهد الزخارف الجميلة التي تزين جدران المسجد، كما يحتوي على أكبر ثريّا في الجزائر بالإضافة الى رسوم رائعة بديعة الجمال. فهو تحفة نحتها البشر في العصر الحاضر تحاكي النمط الشرقي الأندلسي.
يضم جامعة العلوم الإسلامية التي تعاقب عليها مجموعة من العلماء الأفاضل مثل الشيخ محمد الغزالي، الشيخ يوسف القرضاوي.
3. الأقواس الرومانية
تحفة فنية من الحضارة الرومانية تعكس روعة العمارة في ذلك العصر بنيت شيدت على الطريق المؤدي لشعاب الرصاص، يتدفق الماء من خلال الأقواس من نبعة بومرزوق ومن الفسقية (جبل غريون) الى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي في المدينة، هذه الأقواس من الأثار التي تشهد على روعة العمارة في الحضارة الرومانية.
4. حمامات القيصر
هذه الحمامات من الشواهد على الحضارة الرومانية تقع في وادي الرمال، تم تشييدها في العهد الروماني، ويبلغ عددها تقريبا 20 حمام يزورها السواح من داخل وخارج البلاد.
ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياهها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع.
5. اقامة صالح باي
عبارة عن منتجع يقصده السواح للاستجمام، يقع على بعد 08 كلم شمال غرب قسنطينة، كان من قبل منزلا ريفيا خاصا، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن 18، ليصبح بناء جميل وسط الحدائق الجميلة التي تزخرف المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محج تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقربية، التي تعرف باسم النشرة.
6. جسر سيدي مسيد المعلق
من أشهر الجسور المعلقة المبنية في المنطقة، بناه الفرنسيون، استغرق بناءه ثلاثة سنوات هذا الجسر يتخلل منطقة وادي الرمال ويصل بين مستشفى قسنطينة ومنطقة نهج القصبة. هو جسر معلق ضخم سوف تعجبك روعة في تصميمه ناهيك عن المناظر الطبيعية الخلابة من نباتات جميلة وزهور ملونة كما أن المياه الجارية من تحت الجسر سوف تأسر قلبك ويسحر عقلك منظر الجسر والطبيعة المحيطة. يصل بين منطقتين في المدين هما نهج القصبة ومستشفى قسنطينة حيث أنه وجهة السواح الأولى عند زيارتهم للمدينة.